
من أنا
عبد الرحمن نتشه
كنت أكره جسدي عندما كنت في 20، وهذا أدى إلى فقدان وزن سريع. نزلت من 80 kg إلى 57 kg، وكانت كابوس. خلال السنة والنصف التالية، كنت أتعرض للأمراض باستمرار، والأسوأ من ذلك أنني ما زلت أكره مظهري.
لذا قررت أن أتحكم في الوضع بنفسي وأبدأ التمارين الرياضية. بدأت بالجري عندما كان عمري حوالي 22 سنة، ورغم أنه جعلني أكثر صحة بشكل عام، إلا أنني لم أكن سعيدًا بمظهري. عندها قررت أن أبدأ رفع الأثقال في 4 أكتوبر 2022.
كانت الأشهر الأولى ربما أفضل فترة في حياتي. لم أكن أطيق الانتظار للذهاب إلى النادي لأرفع الأثقال مرة أخرى. لكن ذلك الحماس لم يدم للأبد. في النهاية، بدأت الشكوك تتسلل إليّ. بدأت أتساءل إذا كنت قادرًا فعلاً على النجاح، وإذا كنت سأحقق جسد أحلامي يومًا ما.
بدأت ذكريات الطفولة تطاردني، تذكرني بكل الأوقات اللي كنت أحس فيها إني ما أقدر أنجح في أي شيء. رجعت لي لحظات السخرية، والكلام اللي كان يقتلني: “أنت ما راح تنجح”، “ليش ما تكون زي أخوك؟”. كنت دايمًا أُقارن، وأُحرج من المعلمين والأهل. وكل مرة كنت أسمع فيها المقارنة، كانت تخليني أحس إني أقل من غيري… وإنه مهما حاولت، ما راح أكون كافي بنظرهم.
لو لم يكن حبي لرفع الأثقال، لما كنت هنا اليوم. ذلك الحب والشغف هما ما دفعاني للاستمرار. وبسبب ذلك، قررت أن أتجاهل تلك المشاعر السلبية وأسلح نفسي بالمعرفة. قضيت ساعات أقرأ، وأشاهد، وأمتص كل ما يمكنني العثور عليه عن اللياقة البدنية. طبقت ما تعلمته، اختبرت ما ينجح، وتخلصت من الأمور غير المفيدة.
ومن خلال كل تلك المحاولات والأخطاء، صنعت نظامي الخاص، نظام يساعدني ويساعد عملائي على بناء أجسام أحلامنا بأسرع وقت ممكن مع تجنب الإصابات والحفاظ على الصحة.
وما زلت في تلك الرحلة. لم أصل إلى شكلي النهائي بعد. ما زلت أتعلم، وأتطور، وأدفع حدودي. لكن الآن، أفعل ذلك بثقة، وهدف، وإيمان بأن أي شخص، مهما كان نقطة البداية، يمكنه أن يغير حياته من خلال اللياقة البدنية.